طلاب المدارس القطرية يتعلمون مفاهيم الصحة والتغذية مع “صحتك أولاً
الدوحة – 6 مايو 2017: شارك طلاب مجموعة واسعة من المدارس القطرية في مشروع البيوت الخضراء، إحدى مبادرات حملة التوعية الصحية “صحتك أولاً” المنبثقة عن وايل كورنيل للطب – قطر. ويهدف المشروع الطموح إلى تعريف طلاب المدارس المشاركة بأسس الزراعة وأنواع الأطعمة التي يتعين عليهم المواظبة عليها من أجل صحتهم وعافيتهم وأيضاً من أجل وقايتهم من داء السكري والسمنة في الكبر. وفي كل عام تتنافس 101 مدرسة قطرية تلقّت بيوتاً خضراء من حملة “صحتك أولاً” لحصد أفضل محصول من الفواكه والخضروات العضوية.
وقد أعلنت “صحتك أولاً” عن أسماء المدارس الفائزة هذا العام فجاءت أكاديمية قطر للقادة ،عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمعفي الخور في المرتبة الأولى عن جدارة بعد أن حصدت أفضل محصول وفق تقييم لجنة التحكيم. وليس هذا فحسب، فقد استطاعت الأكاديمية في الوقت نفسه إدماج البيوت الخضراء في العديد من الدروس والمشروعات المجتمعية. كما جاءت في المرتبة الثانية مدرسة أم صلالالنموذجيةالمستقلةللبنين فيما حصل مجمع عمر بن الخطاب التربوي على المرتبة الثالثة.
وقام السيد علي جاسم الكواري، رئيس قسم تعليم الكبار في وزارة التعليم والتعليم العالي، بتسليم الجائزة الأولى للبيوت الخضراء لأكاديمية قطر للقادة، وقال في هذا الصدد: “مشروع البيوت الخضراء برنامج رائع على أكثر من صعيد، فهو يتيح لطلاب المدارس القطرية فرصة المشارَكة في أنشطة خارج نطاق المنهج وتعلُّم أشياء مهمة ربما لا تتطرق لها المناهج الدراسية الاعتيادية. وإلى جانب ذلك فإن تعريف النشء بأسس الصحة والتغذية السليمتين من سنّ مبكر يسهم حتماً في تنشئة أجيال سليمة ومعافاة تسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030”.
وقال سعادة العميد الركن علي أحمدالكواري، مدير أكاديمية قطر للقادة، بعد تسلّمه الجائزة إلى جانب طلاب الأكاديمية، إن البيوت الخضراء أتاحت لطلاب الأكاديمية تطبيق المعلومة النظرية في إطار الممارسة العملية، وأضاف: “حقق مشروع البيوت الخضراء النجاح الواسع المنشود ورأى طلابنا الإنجاز بعد أن نثروا البذور واعتنوا بالنباتات المزروعة إلى حين قطف ثمارها وتناولها طازجة. بوجه عام، تعلّم طلابنا من خلال مشروع البيوت الخضراء مفاهيم البيئية والاستدامة وأهمية الاعتناء بالطبيعة من حولنا. ومن المؤكد أن المهارات التي اكتسبها طلابنا ستظل تلازمهم طوال حياتهم، ومن المؤكد أيضاً أنهم سينقلون هذه المعرفة يوماً ما إلى أبنائهم”.
تشمل الفواكه والخضروات التي زرعها طلاب أكاديمية قطر للقادة، الخس والبقدونس والطماطم والفلفل والباذنجان والكزبرة. وأدخل الطلاب أيضاً زراعة أشجار المانجا والبامية وبنوا شبكة ريّ تسهّل مهمة سقي النباتات. وقال السيد ساني جوزيف، منسق العلوم والتقنية في أكاديمية قطر للقادة، إن المرحلة التالية تشمل تركيب ألواح شمسية ومن المؤمل ربط الألواح بمراوح تهوية ما يتيح للأكاديمية تمديد موسم الزراعة طوال الصيف.
وأضاف قائلاً: “إن مشروع البيوت الخضراء حفزنا على الزراعة العضوية وتناول محاصيل عضوية. وأثبتت هذه التجربة أن البيوت الخضراء مورد مهم وقيّم لإثراء منهج العلوم من جهة وعدد آخر من المواد الدراسية. فقد أتمّ طلابنا تسعة استقصاءات علمية، على امتداد صفوف المرحلتين الإعدادية والثانوية تعتمد على البيوت الخضراء. وأبدَت مدارس أخرى اهتمامها باستخدام البيوت الأخضر التي لدينا في إجراء تجارب علمية، وأودّ هنا أن أشكر طلابنا الذين ألهموا مجتمعنا نحو اتخاذ زمام المبادرة في زراعة المحاصيل العضوية لتلبية الاحتياجات الغذائية”.
وختم جوزف قائلاً: “كما أن إن قسم اللغة الإنجليزية استعان بالبيوت الخضراء كمصدر إلهام للكتابة التأملية، فيما بدأ قسم العلوم الإنسانية بالتخطيط لإقامة سوق للمزارعين لخدمة المجتمع، وهناك أيضاً خطط لإقامة مركز للدراسات البيئية في منتزه الخور. مهّد مشروع البيوت الخضراء الطريق لآفاق واسعة واحتمالات هائلة، ويعتزم طلابنا الآن إعداد البيتزا بالاستعانة بالمحصول القادم من الخضروات العضوية”.
وقال الطالب عبدالعزيز الجابري، من الصف 7أ: “تعلّمت كيفية نثر البذور والاعتناء بالنباتات إلى حين قطف ثمارها. وتعلّمت أيضاً كيفية ري النباتات بالشكل الصحيح، وسأحاول أن أزرع خضروات عضوية في حديقة المنزل لأتناول خضروات وفواكه طازجة وشهية”.
وقال زميله الطالب محمد العيسائي: “عرفت من خلال تجربتنا أنه ليس من الصعب زراعة الخضروات في البيوت الخضراء، وتعلّمت كيفية تحديد وقت قطف ثمار الفواكه وأيضاً الخضروات الورقية”.
وحثّ الطالب أحمد الزيارة (الصف السابع) الجميع على الزراعة العضوية قائلاً: “ازرعوا الخضروات العضوية في البيوت الخضراء إذا كنتم تريدون خضروات طازجة وخالية من المواد الكيميائية. وأنا شخصياً سأحث أصدقائي وأسرتي على تركيب بيوت خضراء في منازلهم”.
وأثنت السيدة نسرين الرفاعي، الرئيس التنفيذي للاتصال في وايل كورنيل للطب – قطر، على الطلاب ومعلميهم في المدارس المشاركة كافة، وشكرتهم على جهودهم وحماسهم قائلة: “يحقق مشروع البيوت الخضراء النجاح المنشود والمطرد منذ إطلاقه، لا لأنه يشجع طلاب المدارس على تناول الفواكه والخضروات الطازجة فحسب، بل أيضاً لأنه يتكامل مع مناهج المدارس المشاركة ويثريها. وكما تبيّن جلياً من تجربة أكاديمية قطر للقادة هذا العام فإن دور البيوت الخضراء لا يقتصر على تعريف طلاب المدارس المشاركة بأصول الزراعة والأنظمة الغذائية الصحية فحسب، بل يُستعان بها أيضاً في مواد العلوم لتدريس مفاهيم الرطوبة والحرارة، وفي مادة الرياضيات لتدريس القياس، وفي مادة الجغرافيا لتدريس تأثير المناخ في المحاصيل. وكما برز أيضاً من تجربة أكاديمية قطر للقادة فإن طلاب الأدب والكتابة الإنشائية قد يجدون الكثير من الإلهام في النباتات نفسها”.
وتابعت الرفاعي قائلة: “والأهم من كل ذلك، نأمل أن ترافق الدروس المستفادة طلاب المدارس المشاركة طوال حياتهم، لا سيما ما يتعلق بالأهمية البالغة لأساليب الحياة الصحية انطلاقاً من حرصنا على أن يكون جيل المستقبل سليمَ البدن والذهن ليتمكن من مواصلة مسيرة الخير والإنجاز في القطر”.